الذكاء الاصطناعي في العالم العربي: نظرة على أحدث التطورات Fatima zahra BENMORO, 21/10/202421/10/2024 Partager l'article facebook linkedin emailwhatsapptelegramمقدمةيشهد الذكاء الاصطناعي تطوراً متسارعاً على مستوى العالم، وبات يؤثر بشكل كبير في مختلف جوانب الحياة. وفي هذا السياق، تسعى العديد من الدول العربية إلى اللحاق بركب التقدم التكنولوجي والاستفادة من إمكانات الذكاء الاصطناعي في دفع عجلة التنمية. فما هي أبرز التطورات التي تشهدها البحوث في مجال الذكاء الاصطناعي في العالم العربي؟الاستثمارات المتزايدة في مجال الذكاء الاصطناعيتشهد الدول العربية زيادة ملحوظة في الاستثمارات المخصصة للبحث والتطوير في مجال الذكاء الاصطناعي. فقد أطلقت العديد من الحكومات مبادرات واستراتيجيات وطنية تهدف إلى تعزيز القدرات البحثية في هذا المجال، وتشجيع الشركات الناشئة العاملة في مجال الذكاء الاصطناعي.أبرز المجالات البحثيةتركز البحوث في مجال الذكاء الاصطناعي في العالم العربي على عدة مجالات رئيسية، منها:معالجة اللغات الطبيعية: تسعى العديد من المراكز البحثية إلى تطوير نماذج لغوية قادرة على فهم وتحليل اللغات العربية بعمق، مما يساهم في تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجالات مثل الترجمة الآلية، وتحليل المشاعر، وتلخيص النصوص.الرؤية الحاسوبية: يشهد هذا المجال تطوراً كبيراً في العالم العربي، حيث يتم تطوير أنظمة قادرة على تحليل الصور والفيديوهات واستخراج المعلومات منها، مما يفتح آفاقاً واسعة في مجالات مثل الرعاية الصحية، والزراعة، والأمن.التعلم الآلي: يتم استخدام تقنيات التعلم الآلي في العديد من التطبيقات في العالم العربي، مثل التنبؤ بالأمراض، وتحليل البيانات المالية، وتطوير الروبوتات.التحديات التي تواجه البحث في مجال الذكاء الاصطناعي في العالم العربيعلى الرغم من التقدم الذي يحرزه العالم العربي في مجال الذكاء الاصطناعي، إلا أنه لا يزال يواجه بعض التحديات، منها:نقص الكوادر المؤهلة: يعاني العالم العربي من نقص في عدد الباحثين المؤهلين في مجال الذكاء الاصطناعي، مما يحد من قدرته على إجراء بحوث متقدمة.قلة البيانات: تعتبر البيانات هي الوقود الذي يعمل به الذكاء الاصطناعي، ولكن تتوفر كميات محدودة من البيانات المهيكلة والمرتبطة باللغات العربية، مما يمثل تحدياً كبيراً للباحثين.التعاون الدولي: يحتاج العالم العربي إلى تعزيز التعاون الدولي مع الدول المتقدمة في مجال الذكاء الاصطناعي، للاستفادة من الخبرات والمعرفة المتراكمة.دور الحكومات العربية في دعم البحث في مجال الذكاء الاصطناعيتدرك الحكومات العربية أهمية الذكاء الاصطناعي في دفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتسعى جاهدة لدعم البحث والتطوير في هذا المجال. وقد اتخذت العديد من الدول العربية خطوات ملموسة في هذا الصدد، منها:وضع استراتيجيات وطنية: أطلقت العديد من الدول العربية استراتيجيات وطنية للذكاء الاصطناعي تحدد الأهداف الرئيسية ورسم الخطط لتنفيذها. تتضمن هذه الاستراتيجيات عادةً تخصيص ميزانيات كبيرة للبحث والتطوير، وإنشاء مراكز متخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي، وتشجيع الشراكات بين القطاع العام والخاص والأكاديمي.إنشاء مراكز بحثية متخصصة: قامت العديد من الدول العربية بإنشاء مراكز بحثية متخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي، تعمل على إجراء البحوث الأساسية والتطبيقية، وتطوير الحلول المبتكرة للتحديات التي تواجه المنطقة.توفير الدعم المالي للباحثين: تقدم الحكومات العربية العديد من أشكال الدعم المالي للباحثين في مجال الذكاء الاصطناعي، مثل المنح البحثية، والقروض، والحوافز الضريبية، وذلك لتشجيعهم على إجراء بحوث عالية الجودة.تطوير البنية التحتية الرقمية: تعمل الحكومات العربية على تطوير البنية التحتية الرقمية اللازمة لدعم البحث والتطوير في مجال الذكاء الاصطناعي، مثل توفير الإنترنت عالي السرعة، وبناء مراكز البيانات، وتطوير منصات البيانات المفتوحة.التعاون الدولي: تسعى الحكومات العربية إلى تعزيز التعاون الدولي في مجال الذكاء الاصطناعي، من خلال إبرام الاتفاقيات والشراكات مع الدول المتقدمة، والمشاركة في المؤتمرات والفعاليات الدولية.أمثلة على مبادرات حكومية عربية:السعودية: أطلقت المملكة العربية السعودية رؤية 2030 التي تهدف إلى تحويل المملكة إلى اقتصاد متنوع قائم على المعرفة، وأنشأت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) لتنفيذ هذه الرؤية.الإمارات: أطلقت الإمارات العربية المتحدة استراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي تهدف إلى جعل الإمارات رائدة عالمياً في هذا المجال، وأنشأت وزارة للذكاء الاصطناعي.مصر: أطلقت مصر استراتيجية مصر الرقمية التي تهدف إلى تحويل مصر إلى مجتمع رقمي، وتشمل هذه الاستراتيجية العديد من المبادرات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي.الخلاصةيشهد العالم العربي تطوراً ملحوظاً في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث يتم إجراء بحوث متقدمة في مجالات مختلفة. ومع ذلك، لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يجب القيام به لتجاوز التحديات القائمة وتعزيز مكانة العالم العربي في هذا المجال الحيوي. Uncategorized