استخدام الذكاء الاصطناعي في تدبير الأزمات والكوارث الطبيعية Brahim Benrais, 23/10/202423/10/2024 Partager l'article facebook linkedin emailwhatsapptelegram:مقدمةمع تزايد التحديات التي تواجه العالم اليوم، سواء من حيث تغير المناخ أو تزايد الكوارث الطبيعية مثل الزلازل، الفيضانات، الأعاصير، وحرائق الغابات، برزت الحاجة الماسة إلى استخدام تقنيات حديثة لتدبير وإدارة الأزمات. في هذا السياق، أصبح الذكاء الاصطناعي أداة قوية تساعد الحكومات، المؤسسات، والمنظمات غير الحكومية على تحسين استجاباتها للأزمات الطبيعية. بفضل القدرة الهائلة للذكاء الاصطناعي على تحليل البيانات بسرعة وبدقة فائقة، يمكن توقع الكوارث وتحديد كيفية التصرف فيها للحد من آثارها المدمرة.الذكاء الاصطناعي وفهم الكوارث الطبيعية1:/الكوارث الطبيعية تتنوع في نوعها وتأثيرها، وهي تتسبب في أضرار جسيمة للبنية التحتية، البيئة، والسكان. التنبؤ بالكوارث مثل الزلازل أو الأعاصير كان تقليديًا أمرًا صعبًا، ولكن الذكاء الاصطناعي بات يوفر حلولًا جديدة تمكن من فهم أفضل لهذه الظواهر. على سبيل المثال، تقنيات تعلم الآلة والشبكات العصبية الاصطناعية يمكنها تحليل البيانات الجيولوجية والمناخية بسرعة هائلة، ما يسمح باكتشاف أنماط أو إشارات تسبق الكوارثتقوم خوارزميات الذكاء الاصطناعي بجمع وتحليل كميات ضخمة من البيانات، مثل صور الأقمار الصناعية، بيانات الاستشعار عن بُعد، وتقارير الطقس، لتوقع الكوارث في مناطق معينة. هذا يعني أنه يمكن للحكومات والمنظمات اتخاذ إجراءات احترازية وتوجيه جهودها للتخفيف من الآثار المدمرة المحتملة.التنبؤ بالكوارث: دور الذكاء الاصطناعي في التحليل والتوقعتوقع الكوارث قبل وقوعها هو أحد أهم التطبيقات التي يقدمها الذكاء الاصطناعي. يُعد التعلم الآلي من أهم الأدوات المستخدمة في هذا السياق، حيث يتم تدريب الخوارزميات على كميات ضخمة من البيانات التاريخية المتعلقة بالكوارث مثل الزلازل أو الفيضانات. باستخدام هذه البيانات، يستطيع الذكاء الاصطناعي تحديد الأنماط غير المرئية للعين البشرية والتي قد تدل على اقتراب كارثةعلى سبيل المثال، في مجال التنبؤ بالأعاصير، يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل الصور الجوية وبيانات الطقس لتحديد تطورات في الغلاف الجوي تشير إلى تشكل إعصار جديد. هذا يمكن الحكومات من إصدار تحذيرات مبكرة واتخاذ تدابير احترازية قبل أن يتفاقم الوضع. في الوقت نفسه، تعتمد شركات التأمين على هذه التوقعات لتقدير الخسائر المحتملة وتوفير خطط حماية مالية للأفراد والشركات.إدارة الأزمات أثناء الكارثة: استغلال الذكاء الاصطناعي في التحليل والتنسيقفي حالة حدوث الكوارث، تكون السرعة والدقة في الاستجابة من العوامل الحاسمة في تقليل الأضرار وإنقاذ الأرواح. هنا يأتي دور الذكاء الاصطناعي الذي يمكن أن يقدم حلولاً فعالة لتحليل الوضع بشكل لحظي وتقديم التوصيات.الروبوتات والطائرات بدون طيار المعتمدة على الذكاء الاصطناعي تُستخدم لجمع معلومات ميدانية في الوقت الفعلي، حيث يمكن لهذه الأدوات الوصول إلى المناطق المتضررة بسرعة أكبر من الفرق البشرية. على سبيل المثال، يمكن للطائرات بدون طيار أن تمسح مناطق الفيضانات أو الحرائق وتقدم صورًا دقيقة يمكن استخدامها لتقييم الأضرار والتخطيط لجهود الإغاثة. كما تستخدم الروبوتات لاستكشاف المباني المتضررة والتأكد من وجود أشخاص محاصرين داخلها.علاوة على ذلك، الذكاء الاصطناعي قادر على تحسين التنسيق بين مختلف الجهات المعنية بإدارة الكوارث. باستخدام تطبيقات متقدمة مثل أنظمة الدعم الذكي للقرارات، يمكن توجيه الفرق الطبية، الإنقاذ والإغاثة إلى المواقع الأكثر تضررًا بناءً على تحليل البيانات في الوقت الفعلي.إدارة الأزمات بعد الكارثة: تحليل الأضرار والتخطيط للتعافيبعد انتهاء الكارثة، تحتاج المجتمعات المتضررة إلى خطط إعادة الإعمار والعودة إلى الحياة الطبيعية. هنا أيضًا يلعب الذكاء الاصطناعي دورًا مهمًا في تقييم الأضرار وتخطيط جهود الإغاثة وإعادة البناء.يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل الصور الملتقطة بواسطة الأقمار الصناعية لتقييم حجم الأضرار المادية في المباني والطرق والبنية التحتية. هذه المعلومات تمكن الحكومات والمنظمات الإنسانية من تحديد الأولويات وتوجيه الموارد إلى المناطق الأكثر احتياجًا. علاوة على ذلك، يتم استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل تأثير الكارثة على السكان، مثل تحديد المناطق التي تحتاج إلى مساعدات غذائية أو طبية بشكل عاجل.في سياق إعادة البناء، يمكن للذكاء الاصطناعي تقديم توصيات حول التصاميم الهندسية المقاومة للكوارث، مثل تطوير مبانٍ مقاومة للزلازل أو إنشاء أنظمة تصريف متطورة للحماية من الفيضانات. هذه التوصيات تعتمد على تحليل دقيق للبيانات الجغرافية والمناخية، وبالتالي يمكنها المساعدة في تقليل تأثير الكوارث المستقبلية.التطبيقات المستقبلية للذكاء الاصطناعي في تدبير الأزماتالمستقبل يحمل العديد من الفرص لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجال إدارة الأزمات. مع التطور المستمر للتكنولوجيا، يمكن أن يتحسن أداء هذه الأدوات بشكل كبير في التنبؤ بالكوارث وإدارة الأزمات بفعالية أكبر. بعض التطبيقات المستقبلية المحتملة تشمل:الذكاء الاصطناعي التنبؤي المتكامل: تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي قادرة على جمع وتحليل البيانات من مصادر متعددة، مثل بيانات الطقس، النشاط الجيولوجي، والحركة السكانية، لتقديم توقعات دقيقة وأكثر شمولاً حول الكوارث.الذكاء الاصطناعي في الاستجابة السريعة: تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي قادرة على الاستجابة بشكل مستقل للكوارث، مثل الروبوتات التي يمكنها التدخل في مواقع الخطر لتقديم الإسعافات الأولية أو إخلاء المصابين.التعاون بين الإنسان والذكاء الاصطناعي: العمل على تطوير أدوات تفاعلية تجمع بين القدرات البشرية والذكاء الاصطناعي لتحسين سرعة وفعالية اتخاذ القرارات أثناء الأزمات.التحديات التي تواجه استخدام الذكاء الاصطناعي في تدبير الأزماتعلى الرغم من الإمكانات الهائلة للذكاء الاصطناعي في إدارة الأزمات، هناك تحديات يجب مواجهتها لضمان نجاح هذه التكنولوجيا. من أبرز هذه التحديات:جمع البيانات الدقيقة: يحتاج الذكاء الاصطناعي إلى كميات هائلة من البيانات الدقيقة والحديثة. في بعض الأحيان، قد تكون هذه البيانات غير متاحة أو يصعب جمعها، خاصة في المناطق النائية أو المتضررة بشدة.التنبؤ الدقيق: رغم تقدم التقنيات، يبقى التنبؤ الدقيق بالكوارث الطبيعية مثل الزلازل صعبًا. الاعتماد الكامل على الذكاء الاصطناعي دون وجود بيانات كافية قد يؤدي إلى توقعات غير صحيحة.الثقة في الأنظمة الذكية: من الضروري تعزيز الثقة في الذكاء الاصطناعي، خاصة لدى صناع القرار والمجتمعات المتضررة. هناك حاجة لضمان أن القرارات المتخذة بواسطة الذكاء الاصطناعي شفافة وعادلة.الأمثلة العملية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في تدبير الأزماتهناك العديد من الأمثلة العملية التي تُظهر كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يلعب دورًا حيويًا في إدارة الكوارث:في اليابان، يتم استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل النشاط الزلزالي وتوقع الزلازل. يتم استخدام هذه التوقعات لتحذير السكان عبر تطبيقات الهواتف الذكية ومن خلال وسائل الإعلام، مما يمنحهم وقتًا أكبر للإخلاء أو الاستعداد.في الولايات المتحدة، طوّرت فرق الطوارئ أنظمة قائمة على الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات الطقس والاستشعار عن بُعد، مما ساعد في تنبؤ حرائق الغابات وإدارة فرق الإطفاء بشكل أكثر فعالية.في أوروبا، تم استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل الفيضانات المتوقع حدوثها بعد العواصف الكبيرة، مما ساعد الحكومات المحلية على تنظيم عمليات الإجلاءوالإغاثة بشكل أسرع وأكثر كفاءة.:خاتمةأثبت الذكاء الاصطناعي بالفعل دوره المهم في إدارة الكوارث الطبيعية وتدبير الأزمات، ومن المرجح أن يستمر هذا الدور في النمو مع التطورات التكنولوجية المستمرة. بفضل قدرته على تحليل البيانات والتنبؤ بالأحداث وتنسيق الاستجابة الفورية، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد في تقليل الخسائر البشرية والمادية التي تسببها الكوارث Technologie et Environnement